قصيدة تستوطن فيك الألم في واقع مأزوم الجَعراء
أين الضَّجيجُ الفَجُّ و اللُعَبُ
أين التَلاحُمُ شابَهُ الكَذِبُ ؟
أين الرُجولةُ في توَقُدها
أين التُقى في جُلِّ ما اكتَتبوا ؟
أين التشاكس نُصْبَ أعيُنِنا
أين التَباكي خلفَ مَنْ نَحَبوا ؟
أين التَداري خلفَ ساريةٍ
أين التَوَعُدُ بعدَ أن وَقَبوا ؟
أين التضامنُ حولَ مَسجِدِنا
أين التَدافعُ ؟ مالَهم شَجَبوا؟
أين التَصالحُ و التنافُرُ في
آنٍ معاً و البُغضُ و العَتَبُ ؟
فدعاؤُهم ماما إذا اجتَمَعوا
و هتافُهم ماما إذا انقَلَبوا
و نداؤُهم تاتا إذا افتَقَروا
و حَسيبُهم تاتا إذا احتَسَبوا
و طعامُهم طِفلٌ بمَضجَعِهِ
و شَرابُهم لِدَمٍ لَهُ سَكَبوا
و أمينُهم في البيتِ جَعْرَتُهُ
شَدواً ، أمامَ الجَمْعِ ينتَصِبُ
و بَيانُهم لو تعلموا غَدَراته
نَصلٌ بِظَهرِ الغَيبِ يَضْطَرِبُ
و سُيوفهم صوتٌ و فَرقَعَةٌ
و. نِضالُهم سَلبٌ و مُستَلَبُ
يا ويحَ قومي يومَ مَسْغَبَةٍ
فِتَنٌ ، تُحاكي لونَها الهُدُبُ
بالأمسِ كانوا كُلَّ عِترَتنا
و اليومَ لا جادوا و لا وهَبوا
و كأنما الصَّمتُ الذي في الجَمْعِ يع
صُرَهم ، كَمَنْ جافاهُ مُرتَقَبُ
يتسابقونَ على مُغازَلَتي
فأنا المُطيعُ الوديعُ الذي رَغِبوا
طَرِبوا أجلْ طَرِبوا و مَغنَمُهم
مِني أكيدٌ ، كيفَما انتَهَبوا
عيني عليهم حيثُما ثُقِفوا
دوماً إذا حضَروا و إن غَرُبوا
فأرى بعيني في تَهامُسِهم
غدراً و كيداً ، حَضَّهُ القَتِبُ
و دموعَ أعينهم إذا مُدِحوا
و صَكيكَ رُكبَتِهم إذا ثُلِبوا
في كُلِّ قارعةٍ لهم صُوَرٌ
في كُلِّ ناحيةٍ، لهم نُصُبُ
عَلِموا و ما عَلِموا فلا حَرَجٌ
تُغنيهُمُ الأ لقابُ و الرُّتَبُ
في النائباتِ بِحَقِّنا اجتَرَحوا
في الفقرِ إذ جَمَعوا لِما اكتَسَبوا
في الجَهلِ إذ يَتْلونَ ما جَهِلوا
في الداءِ إذ ينعونَ مَنْ وَصَبوا
في الجوعِ يأكُلُنا و يُسقِمُنا
في خُبزَةٍ في الماءِ تنسَرِبُ
في الهَمِّ في الغَدَراتِ في النَكَبات
في اليأسِ في القلبِ الذي عَطَبوا
في الناعِقاتِ تَراهُمُ شِيَم
في القلبِ ويحَ القلبِ يَحْتَسِبُ
إنّي أراهم كلما عَصَفَتْ
ريحُ السَّمومِ كَأَحلامنا سَرِبوا
دمعي الذي داريتُهُ ألَماً
لما تَشاكوا ، عندما حُصِبوا
ألفَيتَني كالنارِ مُحتَرِقاً
( فإذا به كالغيثِ ينسَكِبُ) ٤ ١ ايلول ٢٠٢٠
د. رياض أبو طالب