الفَتى الثائِر
هُوَ من جَرَتْ في كَفِّهِ الأرزاءُ
و لِسانُ. حالِهِ ثائِرٌ و قَضاءُ
وقَضَيتُ في كَنَفِ السُهولِ طفولَتي
و دُمايَ فيها. جارِحٌ و عَظَاءُ
التِّينُ و الزَّيتونُ . كان فطورنا
و فِضَالُ. زادي اللاحمُ الرَّقطاءُ
فَلَئِنْ مَشَيتُ تُبارِني الغَبراءُ
و يكونُ ظِلِّي. الهادِلُ . الوَرقاءُ
و .لئِن ذُكِرتُ فَللفِداءِ إشارة
و بذَيلِ إسمي صارِمٌ و. دِماءُ
و لئِن وَقَفتُ فَبِالنُجومِ ضَفيرَتي
و بِظَهرِ كَفي تَغرُبُ الجَوزاءُ
يمضي. الذَّليلُ كَخائِرٍ مُتَرَنِّحٍ
من. حرِّ صَفعي تَرزَحُ الجَعراءُ
و لَئِن جُرِحنا ليسَ يُؤلِمُ جُرحُنا
و مِنَ الكُلومِ تَمائمٌ و رِقاءُ
تَأبى. المَقالِعُ أن تُفارِقَ. كَفَّنا
هَيهاتَ هَجرٌ من قِلىً و جَفاءُ
و من العَجائِبِ أن تَرى مُتَنَطِعاً
يعلو عليكَ و يُخْضَعُ النُجباءُ
فإذا قَضَينا أو نُعينا في الوَغى
و تَأَهَبَتْ من فَورِها الخَنساءُ
جَرَت الدُموعُ على الخُدودِ تَرَحُماً
و تَزَيَّنَتْ من بعدها الأرجاءُ
و ترَدَّدَت فوقَ المَنابِرِ . دَعوَةٌ
أَتَتِ الجُموعُ و ثُلةٌ خُطباءُ
فَتَجَمَلي أُمُ الشَهيدِ و زَغرِدي
هذا فَتاكِ مُصارِمٌ قَصْباءُ
د. رياض ابو طالب
٣٠ أيلول ٢٠٢٠