أظَنَنتِ أنّي قد قَضَمتُ أظافري
شوقاً إليكِ و كاتماً عَبَراتي
و ظَنَنتِ أنَكِ قد مَلَكْتِ جوارحي
و تَرَكتِني مِزَقاً على الطُرقات
و ظنَنتِني عنترَ أو نزارَ و عروةً
و كُثيرَ عزّة ضامِرَ الوجَنات
و بأنَّني قد زُرتُ طَيفَكِ خِلسةً
و تَرَكتُ ذِكرَكِ للأسى و أساتي
و رَمَيتِني للريح تخصِف أضلعي
و تَذُّرُ عظمي في النّوى و رُفاتي
و تمدني فوق الحروف قصيدةً
مُتَوَسِداً فوق القَوافِ دواتي
و حَسِبتِ أنَّكِ عبلة في خِدرها
و مَثيل عزّةَ في المتون هبات
و شَهِدتِ أنِّي حين أصدر غازياً
أسدُ الفَلاة و صاحب الطعنات
و لسانُ حالي في الغرام كنحلةٍ
رَشَفَتْ من العذَق النّدى نَفحاتِ
أوَلستِ من سَكَنَ القَصيدُ لِلَحظِهِ
و تَلَعثَمتْ في وصفهِ كلماتي
أوَلستُ أوّلَ مَنْ تَسمى عاشِقاً
و قرأتُ شعرَكِ للذُّرى النَسِماتِ
أوَتَذْكُري يومَ التَقَينا صُدفةً
بين الكواعِبِ و الظِّبا بِسُباتِ
و الكُلُّ يسألُ حين بان غَرامُنا
أوَيجتَمِعنَ شوادِنٌ بظُباتِ ؟
فَتُعَلِليني باللواحِظِ مرَّةً
و تُكَبِليني بالجوى مرّاتِ
و يَذُوبُ قلبي في هَواكِ كأَنّم
وَجَدَ الظّميُ الماءَ في الفلَواتِ
فَلَئِنْ جَنَيتُ فبالقَصيدِ مَلامَ و لتَعلَمي أنِّي لِقربِكِ آتِ
قصيدة (المُتَجَني)
د. رياض أبو طالب