كورونا
روى لي أحد الزملاء قصته مع الأصابة بالفيروس التاجي، و اشكال المعاناة التي ألمت به و اوجاعه و كيف تعامل مع هذا الوباء حتى استطاع ان يصارعه فيغلبه ويسيطر عليه ، حتى شافاه الله و عافاه .
و قد ارتأيت أن اسجل روايته شعراً مع بعض التصرف من طرفي في قصيدة أسميتها (ذات التاج) علّ أحدا ممن يصاب بهذا الوباء أن يستفيد منها و يعلم ان الشفاء من الله مع الأخذ بكافة الأسباب من وقاية وعلاج. ذات التاج شَعَرتُ بوَعكَةٍ و ضَنَىً غريبُ
ليتبعُهُ عُطاسُ لا يَغيبُ
فما شَمَّت أنوفي غير كَرهٍ
و لا طابَ الطعامُ فأستطيبُ
و قد شَحَبَت جفوني منذ وقتٍ
و ذابَ بجمرها العَكَنُ الهَضيبُ
و جمرٌ في الجوى يرجو ابتِراداً
و أنفاسٌ تُرامُ فلا تُجيبُ
و نَضْحٌ في الجَبينِ لهُ خريرٌ
و نومٌ لا يُطاقُ و لا يَثُوبُ
و آلاماً أُصارِعُها حَثيثاً
فتهدأُ ثم من بعدٍ تؤوبُ
و قد أبدَتْ تَصاويري عَتاماً
و وَذماتٍ تَغَشَّاها الشُحوبُ
أخذتُ من العَقارِ بلا حِسابٍ
و نِلتُ من الشَرابِ بما يُذيبُ
فللأقدارِ موعِدُها و لكن
حَصيفُ العقلِ تُرشِدُهُ الدُروبُ
فقُل : يا ربُ عبدُكَ قد دَعاكَ
و هل يدعو سُوى العَبدُ المُنيبُ؟
و لستُ بجارحٍ ذَنباً يَقيناً
و عُدتُ عن الذنوبِ، فيستجيبُ
دَعَوتُ اللهَ مُنقَطِعاً بليلٍ
فما خابَ الرَّجاءُ و لا الطبيبُ
فيا ويحَ التُوَيْجَةُ تَبتَلينا
فما رَحَمَتْ و إن طالَ النحيبُ
أغدراً يا تُويجُ تُذيبُ عظمي
و تترُكَني تُصارِعُني الكُروبُ؟
أما عَلِمَتْ جُذورُكَ أي تُويجٌ
بأنَّ القيظَ يَتبعهُ اللهيبُ
فلا قَرَّت لكم في الجِسمِ قُربى
و لا تُرِكَت بمَرتَعِها تَجوبُ
فهلَّا يا تُويجُ تَرَكتَ غيري
فنارُكَ في دمي بردٌ صَبيبُ
كَفاكَ شَجىً تُويجُ، إليكَ عني،
و عُد مَسخاً تُرقِعُهُ النُدوبُ د. رياض أبو طالب