1 قراءة دقيقة
07 Feb
07Feb

أنات الذاكرة الرقم العجيب ٤ بعد سنين طويلة مرت على آخر لقاء لنا، التقيت صدفة بصديقي الرقيب القديم الذي لم أعرف اسمه يوماً الا في حديث عابر جرى بيني وبين أحد المعارف حديثاً ، حقيقة لقد سعدت بهذه الصدفة وهو بادلني نفس الشعور دون تحفظ أو مواربة، كان لقاؤنا في الشارع كالعادة عندما كنت ماراً في ذلك المكان لبعض شأني، تبادلنا الترحاب و السلام و الكثير من الأحاديث و الأخبار القصيرة، ولكن لا أدري لماذا كلما رأيته يقفز الى ذهني حديث الرقم العجيب، فهو بلا قيمة عندما يتعلق الأمر بالعلاقات الإنسانية، وخواطر النفس البشرية عندما تعود لفطرتها، و كنت قد علمت مسبقاً أن أم الرقيب و خاله و أبناء خاله مثلي لا يحملون أرقاماً تميزهم، وحتى زوج أخته المدرسة لا يحمل رقماً ، فكيف يا ترى يتعامل معهم ! وكيف هي نظرته الى أمه و باقي عائلته! و لماذا لم يمنحهم أرقاما و هو الرقيب صاحب السلطة المطلقة في الشارع. تجرأت و سألته بخبث : كيف يمكنني أن اصبح من ذوي الأرقام ؟ قال ببرود: لا تستطيع، لأنك لا تملك ثمنه! فثمنه غال جداً. قلت: ولكنني قابلت راعياً ذات يوم و أخبرني أنه يملك رقماً و أن كل أفراد عائلته يملكون أرقاماً،و أنا لدي المال على الأقل أكثر منهم، فما ثمن هذا الرقم؟ نظر إلي الرقيب بعيون متعاطفة و قال: هذا لمصلحتك؟ حاولت أن أقول له ولكن كيف؟ كيف يكون لمصلحتي؟ لولا أنه رفع يده ليسكتني، و أشاح بوجهه  ربما ليخفي  عني دمعة كادت أن تفر من عينه.  و منذ ذلك الوقت و أنا أفكر كيف، و أخشى بني أن تقتنع به أنت يوماً ما.  

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.